مرسي من «التحرير» إلى «الاتحادية».. رحلة الابتعاد عن الجماهير (تقرير مصور)

29 يونيو 2012 وفور إعلان الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، قرر أن يؤدي اليمين أمام مئات الآلاف من المتظاهرين الذين جاءوا للمشاركة في مليونية تسليم السلطة بميدان التحرير، ليؤكد للعالم أنه يستمد شرعيته من الميدان، ويشعر المصريون لوهلة أنهم بدأوا عصر جديد من الحرية والديموقراطية. وقف أول رئيس منتخب بعد الثورة وسط المتظاهرين بمختلف انتمائاتهم السياسية لا أحد يميز بين إخواني أو ليبرالي، بين سلفي أو يساري الكل يشارك في حماية أول رئيس منتخب، وفي سابقة هي الأولى أشار مرسي أنه لا يرتدي قميص واقي من الرصاص لأنه بين أبناءه وأنه رئيس لكل المصريين حتى من لم ينتخبه.

22 نوفمبر من العام نفسه، أي بعد مرور خمسة أشهر من الحكم اتسمت بالصعود والهبوط في أراء الشارع تجاه قرارات مرسي، جاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس ليقيل النائب العام بموجبه ويحصن الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى المهددان بحلهما من قبل المحكمة الدستورية العليا، ليفجر حالة من الغضب، وعادت إلى الصورة المظاهرات الرافضة في الميادين لتطالبه بالرجوع عن قراراته، معتبرين الإعلان خطوة لتكريس الديكتاتورية، وهنا قرر مرسي أن يخرج مجددا وسط الجماهير ولكن هذه المرة اختص جماعته ومؤيديه، حيث خطب أمام عشرات الآلاف من أنصاره المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين. ما اعتبره البعض نقطة تحول سريعة لاسيما وأنه أقسم بأنه سيكون رئيس لكل المصريين وليس رئيس لأهله وعشيرته من الإخوان والسلفيين.

5 ديسمبر تصاعدت موجة الغضب تجاه قرارات الرئيس، بعد هجوم مؤيديه من جماعة الإخوان المسلمين على اعتصام القوى المعارضة أمام قصر الاتحادية الرئاسي، واندلاع اشتباكات دامية بين الطرفين، ما أدي إلى سقوط 6 شهداء وإصابة العشرات،واضطرت قوات الحرس الجمهوري إلى وضع الأسلاك الشائكة وبناء أسوار خرسانية على مداخل جميع الشوارع المؤدية للقصر لمنع المتظاهرين من الوصول إليه، ليجد الرئيس نفسه مرة أخرى يتخذ خطوات بعيدا عن الجماهير. فلا يستطيع مخاطبتهم إلا عبر شاشات التليفزيون.